ﻭﻃﻦ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ
{ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﻪ ﺃﺗﺒﺎﺩﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺃﺧﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﺷﻐﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻷﺣﺎﺩﻳﺜﻨﺎ ؛ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻧﻬﺾ
ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻮﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺩﺍﺋﻢ ﻋﻦ ﺷﻲ ﻣﺎ ﻭ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ! ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺭﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﻩ .. ﺭﺃﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺸﻮﺭﻩ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﻤﻠﻨﺎ
ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺭﺳﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺿﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ !
ﺳﺄﻟﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭ ﺃﻛﺪ
ﻟﻪ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻧﺴﺎﻥ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺎ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﻓﻴﺎ ﻭ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ
ﻟﻮﻛﺎﻥ ﺛﻤﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭ ﻳﺼﻮﻧﻬﺎ ﺃﺫﺍ ﻫﻮ ﻛﻜﻞ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻪ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻌﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻪ .
ﺧﺮﺝ ﺷﻐﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﺍﻥ ﻳﺠﺪﻩ .. ﺑﺪﺍ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻩ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﺗﺴﻮﻗﺎﻧﻪ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﻪ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﻪ ﻭﺃﺳﻮﺍﺭ ﺟﻤﻴﻠﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻳﺮﺍﻗﺐ
ﺗﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ( ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻓﻜﺮﺓ
ﻋﺎﺑﺮﻩ ﺳﻌﻴﺪﺁ ) ﺃﺗﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺘﻤﺘﻤﺂ ﻧﻌﻢ ﺃﺧﻀﺮ ﻭ ﻣﻠﻴﺊ ﺑﺎﻷﻋﻼﻡ ﻗﺎﻃﻌﺖ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ } ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ { ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺳﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﺣﺜﺂ ﻋﻦ ﺿﺎﻟﺘﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﺭﺟﻶ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻣﺴﺘﻌﺠﻶ
ﻭ ﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﺃﺫﺍﻧﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ! ﻗﺎﻝ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﻃﻨﻲ !...
ﻣﺴﻜﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﻃﺎﻟﺒﺂ ﻣﻨﻪ ﺭﺣﻴﻞ ﺧﺮﺝ ﺷﻐﻤﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺂ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻃﻨﻲ ! ﻧﻌﻢ
ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺒﻨﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ
ﺃﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﺯﻳﺎﺀ ﻣﻠﻮﻧﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺃﺑﺘﺴﻢ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻭ
ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺮﺣﺒﺂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺃﺩﻫﺸﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﺠﻤﻌﻮﻥ ﺣﻮﻝ
ﻣﻮﺋﺪﻩ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺸﺆﻡ
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺒﺬﻻﺕ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ
ﻣﺨﺎﻃﺒﺂ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ !
ﻗﺎﻝ ﺷﻐﻢ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﻃﻨﻲ !
ﻓﺄﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻶ ﺣﺴﻨﺂ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻃﻨﻲ ..
ﻗﺎﻝ ﺷﻐﻢ ﺃﺫﺍ ﻫﺎﺕ ﻣﺎﺗﺸﺎﺀ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﻔﺮﺡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻄﻌﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﺸﻬﻴﻪ ﺷﺎﻛﺮﺁ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﻭﻃﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻝ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺫﻭﻱ ﺑﺬﻻﺕ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻭﺣﻮﺵ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎﻵ
ﻛﻴﻒ ﺳﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺬﻻﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺭﻣﻮﻩ ﺧﺎﺭﺟﺂ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺿﺮﺑﻮﻩ ﻭ ﺃﻧﻬﺎﻟﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺘﻢ
ﻣﺸﻰ ﻣﺘﺮﻧﺤﺂ ﻣﺘﻤﺘﻤﺂ ﻻ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻨﻚ ﻳﺎﻭﻃﻨﻲ ﺳﺄﺟﺪﻙ
"" ﺭﺍﺀ ﺳﻴﺎﺟﺂ ﺿﺨﻤﺂ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻼﻡ ﺭﻛﺾ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺻﺎﺭﺧﺂ ﻭﻃﻨﻲ
ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﻡ "" ﺃﻩ ﻳﺎﻭﻃﻦ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﺑﺤﺘﺚ ﻋﻨﻚ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻭ ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻣﻌﺂ ﺍﻟﻰ
ﺃﺑﺪ ... ﻭﺃﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺧﻴﺮﻩ ﺑﺪﻭﻱ ﺃﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻮﻃﻦ } ﻣﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪ مَرأّهِقِيِّنِ ﺑﺄﻧﻔﺠﺎﺭ ﻟﻐﻢ
ﺣﺪﻭﺩﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ .{ —
تّحٌيِّأّتّيِّ /مَلَأّګ أّلَتّبِأّوِيِّ
{ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﻪ ﺃﺗﺒﺎﺩﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺃﺧﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﺷﻐﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻷﺣﺎﺩﻳﺜﻨﺎ ؛ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻧﻬﺾ
ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻮﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺩﺍﺋﻢ ﻋﻦ ﺷﻲ ﻣﺎ ﻭ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ! ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺭﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﻩ .. ﺭﺃﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺸﻮﺭﻩ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﻤﻠﻨﺎ
ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺭﺳﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺿﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ !
ﺳﺄﻟﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭ ﺃﻛﺪ
ﻟﻪ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻧﺴﺎﻥ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺎ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﻓﻴﺎ ﻭ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ
ﻟﻮﻛﺎﻥ ﺛﻤﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭ ﻳﺼﻮﻧﻬﺎ ﺃﺫﺍ ﻫﻮ ﻛﻜﻞ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻪ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻌﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻪ .
ﺧﺮﺝ ﺷﻐﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﺍﻥ ﻳﺠﺪﻩ .. ﺑﺪﺍ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻩ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﺗﺴﻮﻗﺎﻧﻪ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﻪ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﻪ ﻭﺃﺳﻮﺍﺭ ﺟﻤﻴﻠﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻳﺮﺍﻗﺐ
ﺗﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ( ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻓﻜﺮﺓ
ﻋﺎﺑﺮﻩ ﺳﻌﻴﺪﺁ ) ﺃﺗﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺘﻤﺘﻤﺂ ﻧﻌﻢ ﺃﺧﻀﺮ ﻭ ﻣﻠﻴﺊ ﺑﺎﻷﻋﻼﻡ ﻗﺎﻃﻌﺖ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ } ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ { ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺳﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﺣﺜﺂ ﻋﻦ ﺿﺎﻟﺘﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﺭﺟﻶ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻣﺴﺘﻌﺠﻶ
ﻭ ﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﺃﺫﺍﻧﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ! ﻗﺎﻝ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﻃﻨﻲ !...
ﻣﺴﻜﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﻃﺎﻟﺒﺂ ﻣﻨﻪ ﺭﺣﻴﻞ ﺧﺮﺝ ﺷﻐﻤﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺂ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻃﻨﻲ ! ﻧﻌﻢ
ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺒﻨﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ
ﺃﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﺯﻳﺎﺀ ﻣﻠﻮﻧﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺃﺑﺘﺴﻢ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻭ
ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺮﺣﺒﺂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺃﺩﻫﺸﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﺠﻤﻌﻮﻥ ﺣﻮﻝ
ﻣﻮﺋﺪﻩ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺸﺆﻡ
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺒﺬﻻﺕ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ
ﻣﺨﺎﻃﺒﺂ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ !
ﻗﺎﻝ ﺷﻐﻢ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﻃﻨﻲ !
ﻓﺄﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻶ ﺣﺴﻨﺂ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻃﻨﻲ ..
ﻗﺎﻝ ﺷﻐﻢ ﺃﺫﺍ ﻫﺎﺕ ﻣﺎﺗﺸﺎﺀ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﻔﺮﺡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻄﻌﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﺸﻬﻴﻪ ﺷﺎﻛﺮﺁ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﻭﻃﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻝ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺫﻭﻱ ﺑﺬﻻﺕ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻭﺣﻮﺵ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎﻵ
ﻛﻴﻒ ﺳﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺬﻻﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺭﻣﻮﻩ ﺧﺎﺭﺟﺂ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺿﺮﺑﻮﻩ ﻭ ﺃﻧﻬﺎﻟﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺘﻢ
ﻣﺸﻰ ﻣﺘﺮﻧﺤﺂ ﻣﺘﻤﺘﻤﺂ ﻻ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻨﻚ ﻳﺎﻭﻃﻨﻲ ﺳﺄﺟﺪﻙ
"" ﺭﺍﺀ ﺳﻴﺎﺟﺂ ﺿﺨﻤﺂ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻼﻡ ﺭﻛﺾ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺻﺎﺭﺧﺂ ﻭﻃﻨﻲ
ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﻡ "" ﺃﻩ ﻳﺎﻭﻃﻦ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﺑﺤﺘﺚ ﻋﻨﻚ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻭ ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻣﻌﺂ ﺍﻟﻰ
ﺃﺑﺪ ... ﻭﺃﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺧﻴﺮﻩ ﺑﺪﻭﻱ ﺃﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻮﻃﻦ } ﻣﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪ مَرأّهِقِيِّنِ ﺑﺄﻧﻔﺠﺎﺭ ﻟﻐﻢ
ﺣﺪﻭﺩﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ .{ —
تّحٌيِّأّتّيِّ /مَلَأّګ أّلَتّبِأّوِيِّ